سيرة النجم البرازيلي ( رونالدو)
(الظاهرة)رونالدو.. من الفقر إلى قمة النجومية
كلمتان تلخصان مسيرة المهاجم البرازيلي رونالدو، الابداع والألم في ان واحد.
الا ان الامر الاكيد انه في الحالتين كان النجم البرازيلي محط انظار متابعي كرة القدم حول العالم، ومثار اهتمام الصحف التي استحوذتها اخباره وجوانب حياته المثيرة التي تحولت بدورها عناوين عريضة على صفحاتها الاولى، الى تصدر اهدافه المشاهد الاولى لوسائل الاعلام المتخصصة.
ولد رونالدو لويس نازاريو دا ليما في 22 سبتمبر 1976 في بينيتو ريبيرو، وهو حي فقير يقع في ضاحية ريو دي جانيرو.
وترعرع في المنزل الرقم 114 في شارع الجنرال اوبينو الذي يحمل اسمه اليوم.
وانضم في مستهل مسيرته الكروية الى فريق سان كريستوفان اثر مغادرته لفريق سوسيال راموس، وحظي وقتذاك برعاية النجم القديم جيرزينيو بطل العالم عام 1970. وكان رونالدو يعاني من الفقر كغيره من ابناء محيطه،
وانحصر راتبه الاول كلاعب كرة قدم بزوج من الاحذية الرياضية وساندويش في ايام المباريات. وانتقل رونالدو في عمر السادسة عشرة الى فريق كروزيرو دي بيلو اوريزونتي، حيث نجح في تسجيل 58 هدفا في 60 مباراة رسمية في مختلف المسابقات طيلة موسمين تقريبا، ما دفع الملك بيليه للقول: «لقد ولد وريثي واسمه رونالدو».
لقد كانت هذه الارقام كافية ليحجز رونالدو مكانا له في تشكيلة مدرب المنتخب كارلوس البرتو باريرا في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة. الا انه اكتفى في هذه البطولة بمتابعة ابداعات مواطنيه روماريو وبيبيتو من مقاعد البدلاء، اذ حاز على الميدالية الذهبية من دون ان يشارك البتة في البطولة.
ولم يمض شهر على نهاية كأس العالم حتى بدأت العروض تنهال على رونالدو، الذي اختار السير على خطى مثاله الاعلى وملهمه روماريو، فوقع عقدا مع فريق بي اس في ايندهوفن الهولندي مقابل 6 ملايين اورو. ولم يكن هناك شك في ان البرازيلي اليافع سيصيب نجاحا لافتا في هولندا،
اذ سجل في موسمه الاول في اوروبا 30 هدفا في 33 مباراة، كما لم يكن هناك شك في ان اقامته في «البلاد المنخفضة» ستنتهي بسرعة، وخصوصا ان النوادي الكبرى في اسبانيا وايطاليا بدأت تضرب طوقها حول الظاهرة الكروية الفتاكة امام المرمى.
ولم يكن مستغربا سير رونالدو مرة اخرى على درب روماريو، فوقع على كشوفات برشلونة الاسباني في يونيو 1996. ورغم ان شهر العسل مع النادي الكاتالوني لم يدم طويلا، فان رونالدو ترك بصمات مميزة في موسمه الوحيد في «نوكامب». وفاز «الظاهرة» مع «البارسا» بلقب هداف الدوري برصيد 34 هدفا،
وقد تناقلت قنوات التلفزة الاسبانية هدفه ضد كومبوستيلا الذي سجله بعد مراوغة رائعة لمسافة 40 مترا، 180 مرة في 48 ساعة! ويتذكر مشجعو برشلونة جيدا هذا الهدف الذي اذهل جميع الموجودين في الملعب بمن فيهم مدربه الانجليزي «السير» بوبي روبسون، الذي لم يصدق ما رأته عيناه وقال للصحفيين عقب المباراة: «ما شاهدتموه الليلة هو اللاعب الذي سيصبح الافضل في تاريخ اللعبة».
وضم رونالدو الى لقب الهداف كأس اسبانيا وكأس الكؤوس الاوروبية مسجلا 47 هدفا في 49 مباراة، قبل ان ينهي مشواره مع العملاق الكاتالوني مفضلا الانتقال الى منافسات «الكالتشيو» الايطالي مع فريق انترناسيونالي ميلانو مقابل 30 مليون اورو.
وفي نهاية ذلك العام بدأ رونالدو في حصد الألقاب الفردية، اذ اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» افضل لاعب في العالم، ليصبح اصغر لاعب فاز بهذه الجائزة (20 سنة)، وكرر فوزه بها في العام التالي (1997) وهذا انجاز غير مسبوق، اذ لم يسبق لاحد ان فاز بها مرتين متتاليتين.
وحقق رونالدو في موسمه الاول مع الانتر نجاحا جزئيا، اذ لم يتمكن من تحقيق طموحات رئيس النادي ماسيمو موراتي بقيادة الفريق الى الفوز ببطولة الدوري للمرة الاولى منذ العام 1988.
وانتظر العالم في مونديال فرنسا 1998 مشاهدة رونالدو رافعا الكأس الذهبية في نهايتها، وراهن البعض على ان هذ المونديال سيكون مونديال رونالدو بامتياز، كما كان عام 1986 مونديال الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا، وعام 1994 مونديال روماريو. الا ان الامور سارت بعكس ما تخيله البعض، اذ خضع البرازيليون لمشيئة النجم الفرنسي زين الدين زيدان ورفاقه في المباراة النهائية (0-3)، التي شهدت قبل انطلاقها انهيار رونالدو في الفندق بسبب نوبة صرع حلت به اثر الاوضاع الصحية والنفسية التي عانى منها.
وحمل نهاية العام بدء مسيرة رونالدو على درب الآلام، اذ عانى 11 اصابة في 4 سنوات وغاب فترة طويلة عن الملاعب حتى حامت الشكوك حول امكانية استمراره لاعبا، اثر تغيبه عمليا لحوالي عامين بسبب العمليات الجراحية التي خضع لها في ركبته اليمنى.
وتخللت تلك الفترة عودة قسرية الى المنافسات، الا انها انتهت غالبا بشكل مأساوي، وابرزها في ابريل 2000 عندما ظهر في كأس ايطاليا بين الانتر ولاتسيو كبديل للروماني ادريان موتو في الدقيقة 59، الا انه ما لبث ان غادر الملعب بعد ست دقائق على حمالة الفريق الطبي لتعرضه لاصابة بالغة في الركبة، مما استدعى عملية جراحية ثالثة في باريس على يدي البروفيسور الفرنسي سايان.
ويدين رونالدو لفريق الاطباء الفرنسي في عملية شفائه التي شبهها البعض بالولادة الثانية، فرغم ازدياد وزنه الذي سبب له متاعب جمة، وبطء حركته على ارضية الميدان، ظل رونالدو مؤمنا بامكانية استعادة كفاءته ومهاراته في المراوغة والتسديد، اللتين جعلتاه يتحرك بسهولة بين المدافعين واقتناص الاهداف على طريقة روماريو والألماني غيرد مولر والايطالي باولو روسي والهولندي ماركو فان باستن.
واتفق النقاد ومعهم مدرب البرازيل لويس فيليبي سكولاري على انه من المستحيل عودة رونالدو الى سابق عهده في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 الا ان سكولاري تنفس الصعداء عندما شاهد تصميم وإرادة نجمه الاول الذي لم يكن متأكدا حتى من امكانية خوضه المونديال، لكنه كان مدركا انه لا بد له من المثابرة والصبر لمحو كارثة فرنسا 1998 من اذهان عشاقه الكثر.
وفي الوقت الذي لم تكن فيه البرازيل المرشحة الاولى للفوز باللقب في المونديال الاسيوي التي تأهلت اليه من الباب الصغير بعد سلسلة من النتائج السيئة في التصفيات المؤهلة الى النهائيات، انتفض رونالدو وزميلاه ريفالدو ورونالدينيو متحدين القدر القاسي. ونجح «ثلاثي الراء» في قيادة بلادهم الى اللقب الاغلى في اللعبة الشعبية الاولى في العالم. الا ان الامر المميز في هذا الانجاز ان النجم رونالدو كسب رهانه الشخصي، وهو ان لم يكن «رونالدو ايندهوفن» او «رونالدو برشلونة» فانه ظهر من طينة الاساطير الذين سبقوه الى جنة الخلود المونديالية.
لقد دك رونالدو مرمى جميع الحراس الذين واجههم في المونديال، ولم ينج من شر اهدافه الا حارس المنتخب الانجليزي ديفيد سيمان، وختم رحلته المونديالية بالتفوق على افضل دفاع في البطولة (ألمانيا) وافضل لاعب فيها الحارس اوليفر كان بتسجيله هدفين في المباراة النهائية على غرار مواطنيه فافا وبيليه في نهائي مونديال 1958 ومهما يكن من امر، فان عودة رونالدو الى مداعبة معشوقته بالطريقة التي يحب، كانت اهم انجاز بالنسبة له، اي اهم من الاهداف الثمانية التي توجته هدافا، والنجمة الخامسة التي رصعت قميص «السيليساو»، واهدافه المونديالية الـ 12 التي ساوته مع «الجوهرة السوداء» بيليه، واهم من كسره حاجز الستة اهداف الذي رافق هدافي المونديال منذ 28 سنة (كأس العالم 1974).
وينطلق رونالدو في المونديال الحالي في محاولة اخرى لجمع المجد من جميع اطرافه، متسلحا بتألقه مع ريال مدريد الاسباني الذي انتقل اليه من الانتر بعد المونديال الاسيوي مقابل 45 مليون اورو، بهدف تحقيق اللقب الوحيد الذي ينقصه وهو دوري الابطال الاوروبي. يضاف الى هذا الامر الخلافات المتكررة والمدير الفني الارجنتيني هكتور كوبر، التي لم يستطع حلها اكبر مشجعي رونالدو الرئيس موراتي، مفضلا التنازل عنه بغصة كبرى وسط هتافات مشجعي النادي الازرق والاسود الذين اتهموا النجم البرازيلي بالخيانة العظمى.
ومما لا شك فيه ان رونالدو سيكون مرة اخرى «بيضة القبان» في تشكيلة «راقصي السامبا» الساعين الى التربع لاربع سنوات اخرى على عرش كرة القدم العالمية، وهذا امر ليس بعيد المنال في ظل تخمة النجوم في تشكيلة باريرا، وعلى رأسهم اشهرمن ارتدى القميص رقم 9 في العالم.
البطاقة والسجل:
- ولد رونالدو لويس نازاريو دا ليما في 22 سبتمبر 1976 في ريو دي جانيرو.
- طوله: 83.1 م ووزنه: 82 كيلوغراما.
- مركزه: مهاجم.
- ناديه الحالي: ريال مدريد.
- الاندية التي لعب فيها سابقا: سوسيال راموس كلوبي (1990-1991)، سان كريستوفان (1991-1993)، كروزيرو (1993-1994)، بي اس في ايندهوفن (1994-1996)، برشلونة (1996-1997)، انترناسيونالي ميلانو (1997-2002).
- مبارياته الدولية (حتى 23 اكتوبر 2005): 89.
- اهدافه الدولية (حتى 23 اكتوبر 2005): 57.
- اول مباراة دولية: 23 مارس 1994، البرازيل - الارجنتين (2-صفر).
- اول اهدافه الدولية: 3 مايو 1994، البرازيل - ايسلندا (3-صفر).
- مشاركاته في كأس العالم: 3 (1994، 1998، 2002)، 14 مباراة سجل خلالها 12 هدفا.
- ألقابه:
- كأس العالم (1994، 2002).
- كوبا اميركا (1997، 1999).
- كأس القارات (1997).
- كأس هولندا مع ايندهوفن (1996).
- كأس الكؤوس الاوروبية مع برشلونة (1997).
- كأس الاتحاد الاوروبي مع الانتر (1998).
- كأس السوبر الاسبانية مع برشلونة وريال مدريد (1997، 2003).
- الكأس القارية مع ريال مدريد (2002).
- بطولة الدوري الاسباني مع ريال مدريد (2003).
- الميدالية البرونزية في اولمبياد اتلانتا 1996.
- افضل هداف في كأس العالم 2002 (8 اهداف).
- افضل هداف في الدوري الهولندي (1995 - 30 هدف).
- افضل هداف في الدوري الاسباني (1997 - 34 هدف، 2004 - 24 هدف).
- الكرة الذهبية كأفضل لاعب في اوروبا (1997، 2002).
- افضل لاعب في العالم (1996، 1997
أعتذر عن الإطالة لكن الظاهرة يستاهل
__________________
[